*رُوَيدَكَ أيّها الرَّجُلُ الرَّشِيـدُ*
*فما فِيـما نَطَقتَ بِـهِ جَديدُ*
*ولو بِسِوَىٰ القِتالِ يَكونُ فَتْحٌ*
*لَـقُلنا رَأيُ مَنْ جَبُـنَ السَّدِيـدُ*
*سألتُكَ دَع مُفاوَضَةَ الأَعادِيْ*
*فلا تَسرِيْ عَلَيكَ لَـهُمْ بُـنُـودُ*
*ومنذُ متىٰ يَفِيْ بِالعَـهْدِ بـاغٍ*
*فكيفَ إذا البُـغاةُ هُمُ اليَهُودُ*
*لقد عاهَدتَّـهَمْ قَبْـلٌ فَخانُـوا*
*فَهَلْ بَعدٌ وقد غَدَرُوا تَعُـودُ؟*
*سَمِعتُكَ يا خَلِيلُ علىٰ قَناةٍ*
*تُجادِلُ عَن نِـقَاطٍ لا تُـفِيدُ*
*تُـقايِضُ بالأَسِيـرِ بَلِ الأُسارَىٰ*
*رِجالُـكَ والسَّـرَادِيـبُ القُيـودُ*
*وما الأَنفاقُ لَو كَـثُرَتْ وطالَتْ*
*بِـنَـافِـعَـةٍ ومَـنْ فِيـها قُـعُـودُ*
*أُعِيذُكَ أَنْ يَهُونَ عليكَ عَتْبِيْ*
*فَلِـي جَـفْـنٌ لِـما بِـكُمُ سَهِيـدُ*
*فَـما لَكَ مِن دِفـاعٍ مُستَمِـيْـتٍ*
*وهل بِتُقَىٰ الهُجُومِ يُرَدُّ كَيْـدُ؟*
*وأعلَمُ قد أَحاطَ بِكُـمْ عَدُوٌّ*
*يُعاضِـدُهُ الأقارِبُ والبَـعِيدُ*
*فلا تأسَوا بِأَنْ خُـذِلَتْ مُنَـاكُم*
*ولا تَهِنُـوا بِأنْ كَـثُـرَتْ جُـهُودُ*
*ولا تَسكُنْ خُطَاكُمْ بَعـدَ سَيـرٍ*
*فرَبُّ العَرشِ كـانَ لَـكُمْ يَكِيدُ*
*إذا نَقُصَتْ مَؤنَـتُكُمْ وقَلَّتْ*
*فَفِي أَرضٍ بِـمَـقرُبَـةٍ مَزيدُ*
*خُذُوا مِمَّا غَنِمتُمْ واِستَعِينُوا*
*علىٰ رَدعِ البُغَاةِ بِـهِ وذُودوا*
*ولا تَخشَو لِقاءَ كَثِيرِ جُندٍ*
*فَكُـلٌّ عِنـدَ مُعتَرَكٍ شَـرودُ*
*ألا لَو تَـنْـفِـرُونَ فَلَيسَ مِنـكُمْ*
*يَقِيْ بَأساً نِـتِـنْـياهُـوْ الحَـدِيدُ*
*سَتَقصُرُ عَن قِتالِكُمُ الأيادِي*
*كأنَّ سِلاحَ ما حَمَلَتْ قُيُـودُ*
*قِفُوا ما ظَنُّكُمْ باللّٰهِ حاشا*
*لَـهُ مِمَّـا تَـظُنُّ بِـهِ العَبِـيـدُ*
*هوَ المَولَىٰ ولَن تَرضَىٰ بِذُلٍّ*
*قُلُوبُ الأولِيـاءِ ولَو أُبِيـدُوا*
*إذا خَضَعَ الجُناةُ وهُمْ صِغَارٌ*
*جَـنَحنَـا للسَّلامِ ونَحـنُ طُوْدُ*
*ولا نَرجُو الشَّهَادَةَ قَبلَ نَصرٍ*
*ولا نَبغِي الحَيَاةَ كَـمَنْ يُرِيدُ*
*أَعِيدوا كَـرَّةَ الطُوفانِ حتّىٰ*
*بِهِ تُشفىٰ مِنَ الوَجَعِ الكُبُودُ*
*أَعِيـدُوا الكَـرَّةَ الأُخـرىٰ عَلَيهِمْ*
*سيُقضَىٰ بَعدَ ذٰلِكَ أَنْ تَسُودُوا*
✍️للشاعر/عبدالوهاب حُميد